تراجع حاد في إنتاج الأسماك بسد بوكان

تراجع حاد في إنتاج الأسماك بسد بوكان بسبب انخفاض غير مسبوق في منسوب المياه

مع انطلاق موسم صيد الأسماك في سد بوكان، أحد أبرز مصادر الأسماك الطبيعية في شرق كوردستان وإيران، يواجه الصيادون هذا العام أزمة حقيقية نتيجة الانخفاض الكبير في منسوب المياه، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في كميات الصيد وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة العديد من المواطنين على الشراء.

أسماك طبيعية مطلوبة وإنتاج محدود

يُعرف سمك سد بوكان بكونه طبيعياً وبرياً، وهو ما يمنحه طلباً واسعاً في مدن بوكان ومهاباد وسقز وبانه والمناطق المجاورة، مقارنة بالأسماك المستزرعة التي يُنظر إليها على أنها أقل جودة. إلا أن ندرة الكميات المطروحة في الأسواق جعلت توفره محدوداً رغم الإقبال عليه.

شح الصيد وارتفاع الأسعار

أوضح بائعو الأسماك في المنطقة أن الصيادين يخرجون للصيد عدة أيام في الأسبوع، لكن الكميات التي يتم اصطيادها قليلة جداً، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل لافت، في وقت لم يعد فيه كثير من السكان قادرين على شرائها، بل إن بعض الصيادين يعجزون أحياناً عن تسويق ما يصطادونه.

حركة نقل نحو المدن المجاورة

وأشار صيادون إلى أن كميات الأسماك التي يتم اصطيادها تُنقل غالباً إلى مدن قريبة مثل سقز وبوكان ومهاباد، حيث يزداد الإقبال على الأسماك الطازجة وخصوصاً خلال يومي الخميس والجمعة، وسط سعي المواطنين للحصول على منتج طبيعي حي.

انهيار الإنتاج مقارنة بالسنوات السابقة

كشف صيادون عن تراجع كبير في الإنتاج مقارنة بالأعوام الماضية، حيث تقلصت الكميات المصطادة خلال أسابيع قليلة من نحو 20 طناً إلى طن واحد فقط، رغم خروجهم المستمر للصيد، في مؤشر واضح على التأثير العميق لانخفاض منسوب المياه على الحياة المائية في السد.

نفوق الأسماك ونقص الأوكسجين

وأكد العاملون في الصيد أن ظاهرة نفوق الأسماك أصبحت مقلقة، مشيرين إلى أن الفحوصات الطبية أثبتت خلو الأسماك من الأمراض، فيما يعود السبب الرئيسي إلى انخفاض نسبة الأوكسجين وجفاف السد الذي وصل إلى نحو 95٪، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات المختصة.

تراجع خطير في الموارد المائية

وبيّنت بيانات رسمية أن السد شهد انخفاضاً كبيراً في كمية المياه الواردة إليه هذا العام، إذ لم تتجاوز 307 ملايين متر مكعب، مقارنة بأكثر من مليار متر مكعب في السنوات السابقة، ما يعكس حجم الأزمة المائية التي تؤثر بشكل مباشر على الثروة السمكية.

مخاوف على مستقبل الثروة السمكية

يرى الصيادون أن استمرار الجفاف والتغيرات المناخية الحادة قد يؤديان إلى فقدان جزء كبير من الثروة السمكية الطبيعية في سد بوكان، الأمر الذي يهدد مصادر رزق آلاف الأسر التي تعتمد على الصيد كمورد رئيسي للعيش، ويزيد من الحاجة إلى حلول عاجلة للحفاظ على هذا المورد الحيوي.